احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الانحراف الأسري خطر يهدد البيوت



نناقش في هذا المقال قضية هامة تهدد مجتمعنا العربي والإسلامي وتهاجم كل البيوت إلا من رحم الله عز وجل، ألا وهي ظاهرة الانحراف الأسري، تُرى لماذا تنحرف البيوت؟! لماذا يضيع الأولاد؟! لماذا تفقد الأسرة سيطرتها على زمام الأمور؟!
كثيرًا ما يؤلمنا ما نشاهده في مجتمعنا من انحرافات سلوكية وأخلاقية ومن مظاهر لضعف الإيمان والبعد عن طاعته سبحانه، فكم نتأسف عندما نرى شابًا قد متعه الله تعالى بالصحة والعافية والعنفوان ثم هو يستخدم هذه القوة والصحة في انتهاك محارم الله عز وجل، فيطلق بصره هنا وهناك، ولا يكفه عما حرم الله عز وجل ولا ينهره قول الله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [المؤمنون: 30] ولا يخيفه قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: (يا علي! لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة) [حسنه الألباني في المشكاة، (3110)]، وكم تتقطع قولبنا حزنًا وأسفًا عندما نرى بنتًا من بناتنا وهي تشاهد في  جوالها مالا يحل!! لماذا لم تتخلق بخلق الحياء؟! لماذا لم تتجمل بآداب العفة؟! أما تخاف على نفسها من قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (إن الحياء والإيمان قرنا جميعًا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (2636)]، لماذا غابت عنا مراقبة الله تعالى في السر والعلن لماذا غاب عن أولادنا معنى الرقابة الذاتية التي تربى عليها الجيل السابق.
أين تكمن المشكلة؟ وما هي العوامل التي أدت إلى انحراف أفراد الأسرة؟
لاشك أيها الآباء أن هذا الانحراف لم يأت محض الصدفة وإنما هو نتاج متعمد، غرسنا بذوره بأيدينا من حيث لا نشعر.
أسباب الانحراف الأسري:
إن لانحراف الأسرة أسباب كانت الفتيلة التي أوقدت نار الانحراف في بيوتنا، ولو أننا تجنبنا هذه الأسباب لاستطعنا بمعونة الله أن نبني بيوتنا بصورة صحيحة وأن نحفظها من أخطار الانحراف.
1.   سوء اختيار الزوج أو الزوجة:
مما لا شك فيه أن سوء الاختيار عند الزواج من أهم أسباب الانحراف الأسري، فالزوجة التي اختارت زوجها لأنه صاحب أموال أو لأنها معجبة بشخصيته لن تربح، وكذلك الزوج الذي اختار زوجته لأنها جميلة أو من عائلة كبيرة أو غير ذلك من الأسباب المادية فقط لن يفرح.
لأن سوء الاختيار سيؤثر بالتأكيد على تربية الأولاد في البيت، وسيحدث تعارضًا واختلافًا دائمًا بين الزوجين لأن كل منهما سيختلف في اهتماماته وأفكاره وتصوراته تمامًا عن الآخر..
ولذلك حضنا النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الاختيار من البداية فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) [حسنه الألباني في مشكاة المصابيح، (3090)].
وقال أيضًا: تنكح المرأة لأربع : (لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك) [رواه البخاري].
وليس هذا معناه ألا نبحث عن الجمال أو الحسب والنسب، ولكن أن يكون الحَكَم في الاختيار هو الدين، والفيصل في هذا القرار المصيري هو الدين لا سواه.
2.   انشغال الأب والأم عن وظيفة التربية:
وهذا السبب من أخطر أسباب الانحراف الأسري، فكثيرًا ما نجد الآباء والأمهات منشغلين عن أداء وظيفتهم الأساسية وهي التربية، فالأب منشغل ومنهمك في تجارته، والزوجة منهمكة في السوق ومحادثة الصديقات، وتركنا هذه الأمانة التي حملنا الله سبحانه وتعالى إياها عندما قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
 إنها المسئولية التي سنسأل عنها جميعًا يوم القيامة كما علمنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال: (كلكم راع وكلم مسئول عن رعيته فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده وهو مسئول عن رعيته والرجل راع في مال أبيه وهو مسئول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) [رواه البخاري].
لذلك كان من كلام الإمام الغزالي رحمه الله: (الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل نقش، مائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عُوِّدَ الخير وعُلِّمَه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وكلٌ معلم له ومؤدب، وإن عُوِّد الشر وأُهمِل إهمال البهائم، شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيم عليه والوالي له، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة، وإنما أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه) [إحياء علوم الدين، أبو حامد الغزالي (1/917)].
وما أحسن ما قال بعضهم:
وينشأ ناشيء الفتيان منا   على ماكان عوده أبوه
ومادان الفتى بحجىً ولكن   يعوده التدين أقربوه
فأولى بنا من السعي لأجل الطعام والشراب أن نسعى لأجل تربية أولادنا، وأن نغرس فيهم غرسًا طيبًا نجني ثماره بعد ذلك في المستقبل.
3.   الاعتماد على الخادمات والخدم في والتفكك الأسري:
وبعد أن غاب دور الوالدين قامت الخادمة بدورهما بدلًا منهما ولا حول ولا قوة إلا بالله، أصبحت الخادمة والخادم هما اللذان يقومان بدور التربية، وأصبحنا نرى في مجتمعنا ما يندى له الجبين وتألم له القلب:
·       طفل في الثامنة من عمره ولا يستطيع حتى الآن ربط حذاءه إلا بمساعدة الخادمة!!
·  بنت تزف إلى بيت الزوجية ولا تستطيع أن تفعل شيئًا ولا تحمل قشة ولا تطبخ حتى أسهل أكلة وذلك لأن الخادمة كانت تفعل كل ذلك!
·        أصبح السائق يقوم بدور الأب يشتري للأولاد ملابس العيد، ويأخذهم إلى المستشفيات في حالة المرض!!
أين  أنت أيها الأب، وأين أنت أيتها الأم!! هل اقتصر دوركما على شراء الأغذية والأطعمة؟!
لقد أكدت الدراسات أن وجدود المربية والخادمة يؤثر سلبيًا على النمو اللغوي حيث يكتسب الطفل من خلال المربيات مفردات لغوية ركيكة غير متماسكة، والتي تتضح في الكثير من المفردات الآسيوية مثل المفردات الهندية والفلبينية والسريلانكية،كما أثبتت الدراسات أيضًا أن هناك نسبة من الأطفال يعانون من عيوب في النطق في ظل وجود الخادمة في المنزل كالثأثأة أو الفأفأة أو التهتهة.
كما ثبت معظم الدراسات أن تأثير الخدم على الإناث من الأطفال لا يقتصر على اللغة فقط ولكن أيضًا أثبتت أن الطفلة، قد تصبح خجولة وقليلة الكلام، وتحب الهدوء، وكثرة النفور من الكبار وخصوصًا الغرباء وقد تؤثر هذه الظاهرة على أسلوبها في المعاملة من حولها من أصدقاء وزملاء وقد تصبح عدوانية.
فهل بعد هذا كله يترك الوالدان أطفالهما لخادم أو خادمة؟!
4.   غياب دور المدرسة التربوي:
كنا نعرف جميعًا ونحفظ قديمًا: التربية قبل التعليم، ولكن الواقع اليوم يشهد أن التعليم أصبح قبل التربية في كثير من المدارس، لقد تحولت المدرسة إلى وسيلة لتعبئة المعلومات فحسب لقد أصبح التركز على حشو عقول الأولاد بالمعلومات، وغاب الاهتمام بالجانب الأخلاقي والسلوكي فتجد أطفالنا في الفسحة يسمعون الغناء، ويرقصون ويتركون الصلاة ولا يكلمهم أحد، تجدهم يتلفظون بسيء الألفاظ والألقاب ولا يأمرهم أو ينهاهم أحد، لقد غاب المعلم القدوة الذي يؤثر في الأولاد بسلوكه وأخلاقه قبل أن يعظهم بعباراته وكلماته، أين المعلمة القدوة كتلك المعلمة التي دخلت الفصل لتعلم بناتها الحجاب بطريقة جميلة ولطيفة، فقالت للبنات لو أن لدينا قطعتان من الحلوى أحدها مغطى والثاني مكشوف، أيهما أفضل؟ فقال البنات: المغطى، قالت لماذا؟
فقالت البنات: لأن المكشوف سيقف عليها الذباب والحشرات وستفسد، فقالت نعم كذلك الحجاب إذا ستر المرأة صانها وحفظها من كل المفاسد.
نحن نريد مثل هذه المعلمة القدوة التي علمت بناتها الحجاب، لا نريد أن يكون شغلنا الشاغل فقط هو إنهاء المنهج، ثم نحشد كل طاقات المدرسة لهذا الهدف الوحيد، بل أقول لو أننا ما أنهينا المنهج ولكن ربينا أولادنا لكان هذا أفضل.
5.   غياب دور المسجد الاجتماعي والدعوي:
لابد أن يتحول المسجد إلى منارة دعوية واجتماعية، لا مجرد مكان لأداء الصلوات، لابد أن يتحول المسجد إلى ملتقى لأبناء الحي، تقام فيه الندوات والمسابقات والرحلات، لابد أن يتحول المسجد إلى أداة قوية للتربية كما كان المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
6.   غياب رقابة البيت على وسائل الإعلام:
إطلاق الحبل على الغارب في التعامل مع وسائل الإعلام من أهم أسباب الانحراف الأسري فعندما يطلق العنان أمام الأبناء لمشاهدة الأفلام المسلسلات والسماع للأغاني والكليبات، كل هذا سيؤثر بالطبع على سلوكيات وأخلاق الأولاد، ولذلك لابد أن تكون هناك رقابة من جانب الوالدين على هذا الأمر، ولله الحمد الآن توجد وتتوالد العشرات والعشرات من القنوات الإسلامية، وأصبح توفير البدائل للأولاد أمر سهل ومتاح.
وأخيرًا.... تذكرة:
تذكر أخي المربي أن دورك هو غرس الأخلاق في نفس ولدك، فقد (أقام الإسلام قواعد التربية الفاضلة فى نفوس الأفراد صغاراً وكباراً رجالاً ونساء شيبا وشباناً، على أصول نفسية نبيلة ثابتة، وقواعد تربوية باقية، لا يتم تكوين الشخصية الإسلامية إلا بها ولا تتكامل إلا بحقيقتها.
وهى فى الوقت نفسه قيم إنسانية خالدة ولغرس هذه الأصول النفسية فى نفسيات الأفراد والجماعات أصدر الإسلام توجيهاته القيمة، ووصاياه الرشيدة، لتتم التربية الأجتماعية على أنبل معنى، وأكمل غاية، حتى ينشأ المجتمع على التعاون المثمر والترابط الوثيق، والأدب الرفيع والمحبة المتبادلة والنقد الذاتي) [التربية فى الإسلام، عبد الله ناصح علوان، (1/353)].
المصادر:
·       المفكرة الإسلآمية http://goo.gl/hPiQn .
·       التربية فى الإسلام، عبد الله ناصح علوان.
·       إحياء علوم الدين، أبو حامد الغزالي.

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق